ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

كيف تعرفين أن ضغطي مرتفع أثناء الحمل؟

ارتفاع ضغط الدم هو أحد المشكلات الصحية الشائعة التي قد تواجهها النساء أثناء الحمل، ويعد من أكثر الأمراض المرتبطة بالحمل التي يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين. تكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم في أنه قد لا يظهر أي أعراض واضحة في مراحله الأولى، مما يجعل من الصعب اكتشافه بدون فحص منتظم. في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل كيفية معرفة ما إذا كان ضغط الدم مرتفعاً أثناء الحمل، وأعراضه، والأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثه، بالإضافة إلى المخاطر المترتبة عليه، وكيفية التحكم فيه للحفاظ على صحة الأم والجنين.

1. ما هو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يحدث عندما يكون ضغط دم المرأة الحامل أعلى من المعدلات الطبيعية. يعتبر الضغط الطبيعي حوالي 120/80 مم زئبقي. إذا كان ضغط الدم أعلى من 140/90 مم زئبقي، فإن ذلك يشير إلى ارتفاع الضغط. إذا لم يتم علاج ارتفاع ضغط الدم، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تسمم الحمل، أو تأثيرات سلبية على الجنين، مثل تأخر النمو أو الولادة المبكرة.

2. أعراض ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يعد اكتشاف أعراض ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أمراً بالغ الأهمية لأنه قد يتسبب في مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب. للأسف، قد لا تظهر أي أعراض في بعض الحالات، مما يجعل من الضروري مراقبة ضغط الدم بانتظام خلال الحمل. ولكن إذا ظهرت الأعراض التالية، فقد تكون دليلاً على ارتفاع ضغط الدم:

2.1. صداع حاد ومفاجئ

إذا كنتِ تعانين من صداع شديد وغير معتاد أثناء الحمل، خاصة إذا كان مستمراً أو مفاجئاً، فقد يكون هذا علامة على ارتفاع ضغط الدم. قد يكون الصداع نتيجة للضغط الزائد على الأوعية الدموية في الدماغ بسبب ضغط الدم المرتفع.

2.2. رؤية ضبابية أو تغييرات في الرؤية

من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل هي تغييرات في الرؤية، مثل رؤية هالات ضوئية أو رؤية ضبابية. تحدث هذه الأعراض نتيجة تأثير ارتفاع ضغط الدم على الأوعية الدموية في العين.

2.3. تورم مفاجئ

يشمل التورم غير الطبيعي في الوجه، اليدين، أو القدمين. بالرغم من أن التورم قد يحدث بشكل طبيعي أثناء الحمل، إلا أن الزيادة المفاجئة أو الشديدة في التورم قد تشير إلى مشكلة في ضغط الدم. في حالات معينة، قد يسبب ارتفاع ضغط الدم تورماً غير مبرر في مناطق الجسم.

2.4. ألم في الجزء العلوي من البطن

إذا كنتِ تشعرين بألم في الجزء العلوي من البطن، خاصة في الجهة اليمنى، فقد يكون هذا أحد الأعراض المصاحبة لارتفاع ضغط الدم. في بعض الحالات، قد يكون هذا الألم ناتجاً عن تأثير ارتفاع ضغط الدم على الكبد.

2.5. غثيان وقيء مستمر

إذا كنتِ تعانين من غثيان وقيء مستمر، حتى بعد الأشهر الأولى من الحمل، فهذا قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة في ضغط الدم. وفي بعض الحالات، قد يكون الغثيان والقيء مصاحبين لتسمم الحمل.

2.6. دوخة أو إغماء

ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى الدوخة أو حتى الإغماء. في حال شعرتِ بفقدان التوازن أو الدوار، يجب عليكِ التوجه إلى الطبيب فوراً لفحص ضغط الدم.

2.7. تنميل أو شعور بضعف في الأطراف

في حالات ارتفاع ضغط الدم الحاد، قد تشعرين بتنميل أو ضعف في الأطراف، وهو ما يحدث نتيجة لتأثير الضغط المرتفع على الدورة الدموية.

3. أسباب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. بعض النساء يكون لديهن استعداد وراثي للإصابة بارتفاع ضغط الدم، بينما قد يزداد خطر الإصابة في حالات معينة من الحمل. من أبرز الأسباب التي قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم:

3.1. تسمم الحمل

تسمم الحمل هو حالة خطيرة قد تحدث خلال الحمل، وتتميز بارتفاع ضغط الدم مع وجود بروتين في البول. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مشكلات صحية حادة إذا لم يتم التحكم فيها بشكل فعال.

3.2. العوامل الوراثية

إذا كان لديكِ تاريخ عائلي مع ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

3.3. الحمل المتعدد (التوائم)

النساء الحوامل بتوائم أو أكثر معرضات بشكل أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم بسبب الزيادة في حجم الدم وتغيرات الدورة الدموية.

3.4. العمر

النساء اللاتي يتجاوزن سن الـ 35 سنة قد يكن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

3.5. السمنة وزيادة الوزن

زيادة الوزن تؤدي إلى الضغط على الأوعية الدموية، ما قد يسبب ارتفاع ضغط الدم. النساء ذوات الوزن الزائد أو السمنة قد يكون لديهن مخاطر أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

3.6. أمراض الكلى

إذا كنتِ تعانين من مشاكل في الكلى قبل الحمل، فقد تكونين أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

3.7. التدخين واستهلاك الكحول

التدخين أو تناول الكحول يمكن أن يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمال ارتفاع ضغط الدم.

4. كيف يمكن اكتشاف ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟

الطريقة الأكثر فعالية لاكتشاف ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل هي قياس ضغط الدم بانتظام. عادةً ما يوصي الأطباء بقياس ضغط الدم في كل زيارة منتظمة لعيادة الحمل. إذا كانت قراءات ضغط الدم تتجاوز 140/90 مم زئبقي، يتم تشخيص الحالة على أنها ارتفاع في ضغط الدم.

5. مخاطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يعد ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل من الحالات الطبية الخطيرة التي قد تؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين. من بين المخاطر التي قد تنتج عن ارتفاع ضغط الدم:

5.1. تسمم الحمل

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بتسمم الحمل، وهو حالة طبية قد تؤدي إلى تدهور صحة الأم والجنين، وقد يتطلب ذلك الولادة المبكرة.

5.2. انفصال المشيمة

قد يتسبب ارتفاع ضغط الدم في انفصال المشيمة عن جدار الرحم، مما قد يؤدي إلى نزيف حاد وتهديد لحياة الجنين.

5.3. نقص نمو الجنين

قد يتسبب ارتفاع ضغط الدم في تقليل تدفق الدم إلى الجنين، مما يؤثر على نموه ويزيد من خطر الولادة المبكرة.

5.4. السكتة الدماغية والنوبات القلبية

في حالات نادرة، قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم الشديد إلى السكتة الدماغية أو النوبات القلبية.

6. كيف يمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟

التحكم في ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يتطلب مراقبة دقيقة وتغييرات في نمط الحياة والعلاج الطبي في بعض الحالات. إليك بعض الإرشادات التي قد تساعد:

6.1. مراقبة ضغط الدم بانتظام

يجب مراقبة ضغط الدم بانتظام من قبل الطبيب. سيطلب منك الطبيب قياسه في كل زيارة للمراجعة.

6.2. اتباع نظام غذائي صحي

اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات معتدلة من الملح وتناول الفواكه والخضروات. يُفضل تجنب الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة.

6.3. ممارسة التمارين الرياضية

ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم يمكن أن يساعد في تقليل ضغط الدم. ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي.

6.4. تناول الأدوية الموصوفة

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية للسيطرة على ضغط الدم. يجب على المرأة الحامل أخذ هذه الأدوية وفقاً لتعليمات الطبيب فقط.

6.5. الراحة والنوم الجيد

الراحة الكافية والنوم الجيد يساعدان في تقليل مستويات الضغط. ينبغي أن تحرص المرأة الحامل على النوم لفترات كافية وأخذ قسط من الراحة عند الحاجة.

في الختام، يعتبر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل من المشاكل الصحية المهمة التي تحتاج إلى مراقبة دقيقة. من خلال الفحص الدوري والالتزام بتوجيهات الطبيب، يمكن للمرأة الحامل تجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تترتب على هذه الحالة.